البتكنة المتسارعة
بطلان العملة بسبب البتكوين
هذا المقال يتحدث عن احتمالية بطلان العملات المركزية بسبب البتكوين (البتكنة المتسارعة) وهي مايمكن أن يحدث لأي عملة تقف في وجه البتكوين التي في طريقها إلى السيطرة الكاملة. في حال حدوث هذا الاحتمال ستفقد العملة قيمتها بشكل متسارع معوضا قيمتها البتكوين. ماهي حيثيات هذا الحدث في حال حدوثه؟ وكيف باستطاعتنا فهمها من ناحية اقتصادية؟
مقارنتها بالتضخم المتسارع
يحدث بطلان العملة عندما يمتنع الناس عن استخدام العملة. هذه الحالة مشابهة لما يحدث عندما تضخم الحكومة العملة بشكل متسارع. بطلان العملة بسبب البتكوين ربما تكون مشابهة في الظاهر لكن المسألة مختلفة جدا. في كلتا الحالتين الأسعار سترتفع بشكل مهول في قيمتها بالعملة التي في طريقها إلى الفناء.
هناك فرقان مهمان بين تضخم العملة المتسارع وبين البتكنة المتسارعة. في حالة التضخم، العملة تتضخم في أجواء تنافسية ضعيفة من قبل العملات الأخرى أما في حالة البتكنة فستكون هناك منافسة قوية من البتكوين. والسبب هو أنه عند قيام قيود على التحويلات من قبل الحكومات يستحيل إيقاف أي حوالة بيتكوين ويسهل إرسالها دوليا بدون رقيب لتنافس أي عملة.
السبب الأخر هو ان في حالة التضخم تزيد الحكومات عادة عرض الكتلة النقدية للعملة لتتجاوز توقعات التضخم. هذه العلاقة هي المسبب لبطلان العملة. أما في حالة البتكنة، فليس بالضرورة أن يكون هناك زيادة في العرض من قبل أي من العملتين.
تُبنى عادة توقُع زيادة الأسعار بشكل مستمر عند الناس كردة فعل لعملية تضخيم الكتلة النقدية للعملة المستمر من قبل حكوماتهم. هذا يُقلل من منفعة الحكومة من هذه الإستراتيجية الحكومية كُلما أُعيد فِعلها. ولهذا, تقوم الحكومة في كل مرة بزيادة العرض بقدر أكبر من المرة السابقة. في هذه الحالة، وعندما يبدأ الناس بتوقع تضخم مرتفع الى حد لا يستطيعون مُواكبته بصرف ماعندهم من مال، تفقد العملة الحكومية مكانتها كعملة.
التضخم هي استراتيجية ريادية من قِبل الحكومة وتتطلب التدخل لمنع تكوّن حالة توازن. يجب على الحكومة إخفاء نياتها المستقبلية من البقية و تغيير استراتيجيتها بشكل دائم لاستباق تصرفات الناس الذين حالما يدركون خطواتها المقبلة ولهذا تضطر لرفع تسارع نسبة التضخم كنوع من المناورة.
البتكنة المتسارعة هي تحول طوعي من عملة ضعيفة لعملة أقوى منها وتبنيها سيكون سلسلة من المبادرات الفردية وليس احتكار حكومي يبغي السيطرة على النظام.
إحذر! فقد يصدمك قطار البتكوين!!
بناء على هذين الإختلافان سأطلق نبوأتان عن حالة البتكنة المتسارعة
الأولى: حدث البتكنة ستكون أسرع بكثير من حدث التضخم. ولهذا سببان: أولاً، ستواجه الحكومة صعوبة بالغة في مُحاولتها منع البتكوين من دخول الدولة بسبب طبيعتها. ثانياً، التضخم المتسارع هي محاولة لخداع الناس، أما تبعات البطلان بسبب البتكوين فهي طبيعية وسهلة التنبؤ مقارنةً بالتضخم المتسارِع. ولهذا سيرى الناس جدوى التحول من العملة الى البتكوين، وسيسبب تسارعا في عملية البتكنة بشكل أسرع بكثير من التضخم المتسارع. سيحدث هذا بشكل أسرع بكثير مما يمكن تخيله.
الثانية: التعطل الاقتصادي المترتب على البتكنة سيكون أقل بكثير من التعطل بسبب التضخم المتسارع. العملة هي أداة لتقسيم العمل والعمال، والتضخم المتسارع يجعل العملة غير مجدية مما يجعل الناس يستخدمون وسائل أخرى أقل فعالية. أما في حالة البتكنة فسيستخدم الناس عملة أكثر قوة وسيكون التحول سريع بسبب قوتها وليس كما في حالة التضخم المتسارع حيث يستبدل الناس عملتهم فقط عندما تصبح أسوأ من أي عملة أخرى بديلة مثل الذهب أو صابون الغسيل. لذلك نستنتج أنه ستقابل البتكنة زيادة في الإنتاجية والثراء.
فترة البتكنة ستكون فترة محيرة (كفترة مراهقة أخرى). لكن، عندما تنتهي الفترة وتنجلي الرؤية سيصعب تخيل كيف استطعنا التعايش مع النظام السابق.
(العمل الفني الأصلي من قبل المؤلف)
Translated by Mohammed AlShiekh
Read in Deutsch وEnglish وEspañol وفارسی وFrançais و한국어 وРусский